الأربعاء، 15 مارس 2017

نقش كاديمالو من سمنة غرب - الجندل النيلي الثاني - السودان

أركامانى مجلة الآثار والأنثروبولوجيا السـودانية
نصوص ملوك السودان القديم وملكاته

 

نقش كاديمالو من سمنة غرب - الجندل النيلي الثاني - السودان


ترجمة د. أسامة عبدالرحمن النور
التاريخ: القرن الثامن قبل الميلاد
موقع النقش: معبد الإله الكوشي ديدون والفرعون تحتمس الثالث. واجهة المعبد، بالقرب من المدخل في الغرب.
ببليوغرافيا: Grapow H., 1940, 76: 24-41 ;   Dunham-Janssen, 1960:10  

 
المنظر في يسار النقش
إلى اليمين: الإلهة إيزيس
النص أمام إيزيس ومن فوقها (في أربعة أعمدة، القراءة من اليسار إلى اليمين)؛
(1) (بالتالي) تقول إيزيس، أم الآلهة، عين (2) رع، سيدة كل الآلهة،
" أنا وضعت(3)الراحة في قلب زوجة الملك وابنة الملك كا(4) [ديمالو، المبرأة من الإثم]".
 
في مواجهة إيزيس: الملكة كاديمالو
النص أمام كاديمالو وفوقها (في عمودين، القراءة من اليمين إلى اليسار):
(1) زوجة الملك العظيم وبنت الملك كادي (2) مالو، المبرأة من الإثم: " صلى، وتقبلي زهرات اللوتس".
 
النص أمام كاديمالو (عمود واحد، القراءة من اليمين إلى اليسار):
زوجة الملك العظيم ملك مصر العليا ومصر السفلى وابنة الملك.
 
خلف الملك رسم لأنثى (يتجه إلى اليمين):
سا ودجت نب عنخ تا

النص
(1) العام الملكي 14، >الشهر< 2 من الشتاء، اليوم 9 من الشهر. قال جلالته لزوجة الملك العظيم (و) ابنة الملك، كتيملو، المبرأة من الإثم، " إننا قد رفعنا إلى أعلى، مع أننا لا نعمل ضمن خدم آمون، هناك يوجد (2) عدو، وــ لفعل شئ "طيب" (في) العام الذى حدث لنا، آمون سببه ليحدث لهم، هناك لا...... يتسبب في حدوثه لنا، هناك كان زعيم.... إنه..... في حوزته، آمون يفعل ــ ــ ــ (3) الناس الذين يصطادون الطائر المائي.... انى....أقوم بأداء القداس لآمون، الواحد الذى يفعل، لم أشحذ عقلي لأتذكر الحدث الذى وقع لى في هذا العام، عندما أومأ آمون برأسه موافقاً (عن طريق الوحي) على اعتلائي (أنا) العرش، استعيد إلى الذاكرة (4)..... آبائي (الأوائل) [ــ ــ] نحن يسرعون إلىَّ بعد ذلك (مرتين) أفعل ذلك في جبال الذهب ثم أعرف في هذا العام، أيا قوة السحر [ــ ــ] عن طريق زوجة عظيمة (5) .... ثلاثون زعيماً [ــ ــ] إنه لشئ سئ للفرعون أن ــ مع سيفه الأحدب انتبه، فالخوف والتراجع شئ جيد، عد إلى الجبهة، كل المتمردين تم دحرهم، أولئك [ــ] الذين (6) استقبلوهم، صنعهم. ثم... هذا العام فيما يخص الحدث الذى وقع لي. أما بالنسبة لآبائهم (الأوائل) الذين كانوا يهابون منا، كل متمرد (محتمل) كان هادئاً ساكناً، إنهم بخير سوياً مع زوجاتهم. (7) إنه لشئ جيد  فعل الأذى ــ هو لا يعرفه؛ إنه لشئ سئ فعل الأذى ــ الناس الذين يصطادون الطائر المائي عندما يعرفون أنه سوف ــ هو الذى يعيش. أنظر، نحن ... الشر. (8) وهم لا يزالون أحياء. إنه شئ سئ فعل الخير، الظلم والكذب الإفادة التى قيلت... الحياة/القسم... أنظر، إنه لجيد لآمون... رغم أنه ليس مكانه. أما بالنسبة لمن يفعل ... مكان آخر،... حتى (9) الوقت الحالي. إنها تخص الـ ــ منهم/ آبائي، أنظر، ليس جيداً أن تسوق قطيع مواشي آمون يومياً؛ (لكن) جيد أن تذبح "لـ" قطيع آمون [ــ ــ] ماكاراشا (10) كل أهل المدينة يلعنون ماكاراشا يومياً. إنه..... مثل ذلك كلياً.... إذ لم [ــ ــ] هو. الشر (11) يصل إلى قلبه بالطريقة التى يصل بها إلى الجيش إنه ذلك الذى يفعل الخير لكل الأرض سئ...الذى..(12).... (13)....
 
ملاحظة جيمس حول ترجمته للنص إلى الإنجليزية James 1993:233
الترجمة المقدمة هنا يمكن وصفها على أفضل وجه سلسلة من السرد لكلمات عسيرة مع شرح لها وتخمينات، ذلك أنني في الحقيقة لا أفهم هذا النص. من الناحية النحوية، حسب ما أستطيع إقناع نفسي أنني نجحت في التعرف على ترتيب كلمات الجمل، يبدو النص نموذجاً  للقسم الثاني من اللغة المصريَّة (المصرية المتأخرة إلى القبطية) وفق فيرنوس [انظر Vernus,1979:81-82]. في هذا الخصوص فإن النص يتوافق مع سلسلة من النقوش النبتية المبكرة التى يصفها بريسى Priese1970:24-25 بأنها كتبت بلغة مصرية متأخرة والتي يرى أن آخرها (أي تلك النقوش) هو نقش النصر الخاص بالملك بيَّا. عندما تنشر الدراسة الابيجرافية التى أجراها كامينوس لهذا النص في هذا المجلد الخاص بسمنة، فإننا نتوقع أن نقف على قاعدة أكثر موثوقية يمكن على أساسها تركيب ترجمة.
 
تعقيب لازلو توروك على النص
النص والمنظر المرافق له قد تم تركيبهما فوق منظر أصلى على واجهة المعبد الذى شيده تحتمس الثالث. ومع أن الملكة كاديمالو والملك غير المسمى في النص لا يمكن مطابقتهما بأي شخصية تاريخية مشهودة في مصادر مستقلة، ويشير الأسلوب وتفاصيل محددة من النص إلى تاريخ يرجع للمرحلة الانتقالية الثالثة؛ ويربط الاسم المروى للملكة كدى-ملو = "السيدة الطيبة" [انظر Macadam in Dunham-Jenssen1960:10] الوثيقة بمنطقة النيل الأوسط . إرجاع تاريخ النقش للمرحلة المتأخرة أو بدقة أكثر إلى فترة ما بعد المملكة المصريَّة الحديثة وارتباطه بتاريخ كوش مقبول بصورة عامة؛ لكن، نسبة لاستحالة ترجمة متماسكة، لم يقدم تفسير تاريخي [انظرGrapow1940; Morkot 1991].
 
يمثل المنظر،Grapow 1940  اللوحتين الثانية والثالثة، الملكة كاديمالو وأميرة أمام إيزيس. تضع الملكة  غطاء رأس على هيئة نسر يعلوه قرص شمس مع أشرطة تتدلى على الظهر؛ وتلبس ثوباً مزدوجاً شفافاً بأكم قصيرة، وعقد عريض على الرقبة وأسورة. في يدها اليمنى تمسك بصولجان [ايمات im't أو ختس hts انظر Troy1986:189ff.] وفي يدها اليسرى مدرس يدوى. مثلها مثل الأميرة من خلفها ، تلبس أيضاً حلق أذن نجمي الشكل من النوع المعروف من تصاوير الملكات الكوشيات للفترة ما بعد الأسرة الخامسة والعشرين [انظرTörök 1987:nos 31,59,64f.,87a.89,109]. يحمى جسمها الإله النسر نخبت وعلى رأسه تاج آتف فارداً جناحيه فوق رأس الملكة. بين صورتي الإلهة والملكة رسمت ثلاث مناصب للقرابين وجه منصب منها للملكة وآخر نحو إيزيس (لاحظ اتجاه تدفق السائل المسكوب وكؤوس زهرة اللوتس). بالتالي، في حين تقدم الملكة اللوتس للإلهة (انظر النص أمام شكل كاديمالو وخلفه)، فإنها أيضاً مستفيدة من القرابين. المؤشر الإيكونوجرافي الدال على كونها كانت قد توفيت في وقت نحت رسم المنظر يدعمه نعتها بـ "ماعت هرو" أي المبرأة من الإثم.
 
النص، الذى لازال مستعصياً أمام محاولات ترجمته بصورة متماسكة، يبدأ بتأريخه بالعام الملكي 14، الشهر الثاني للشتاء، اليوم التاسع لملك غير مسمى يشير إلى نفسه بجلالته (العمود 1) وفرعون (العمود 5) ويسجل مخاطبته الموجهة إلى زوجة الملك العظيم وابنة الملك، كاديمالو. واصفاً نزاعات ذات طبيعة مبهمة مرتبطة بمتمردين، ومناجم ذهب، وقطعان مواشي آمون، يبدو أن الملك يسعى إلى كسب دعم الملكة (المتوفاة)، مشيراً إلى سحرها القوى (العمود 4، النهاية). قارب جرابو لغة النقش بلغة برديَّة نسيخون التى تحمل الرقم [PCairo 58032,Cat.Gen.Mus.Caire I,132] والذي نشره جن وهو عبارة عن مرسوم لآمون حاول فيه بينودجم الثاني، زوج نسيخون الذى ظل حياً، ضمان أن لا تقوم زوجته المتوفاة بإيذائه من العالم السفلى [انظر Ĉerny 1962:39,1999]. مع أن الحالتين مختلفتين، إلا أن النصين يستندان إلى تفسيرات متشابهة للسحر وتعكسان ذات المفهوم الخاص بقيام المتوفى بدور الوسيط أو القوة الخطيرة في عالم الأحياء.
 
ومع أنه منحوت في واجهة معبد، فإن نوع النص صروحي جزئياً. التاريخ، والأقسام القصصيَّة، والتلميحات التى تلصق الكذب بالعدو (العمود 8)، والعبارات المؤولة أخلاقياً (الأعمدة 5،7،8،9) تعكس معرفة بأنماط النقوش الملكية للمملكة المصرية الحديثة، ومع ذلك فإن تأثير النصوص السحرية جلي وواضح. ومع أن المنظر يصور الملكة كاديمالو محمية بالإلهة النسر لمصر العليا مقتنية الحقوق الملكية التقليدية المميزة لملكات المملكة الحديثة المتأخرة لابسة ثوبها بذات أسلوبهن (مثال تصوير نفرتارى مريت موت، زوجة رمسيس الثاني، في أبى سميل Desroches-Noblecourt-Kuentz 1968,Pl.33 ؛ وفي المقبرة 66 في وادي الملكات في طيبة: Lange-Hirmer 1967 Pl.LVI،) ومع أن وجود الأميرة قد يكون قصد منه التعبير عن مفهوم الثنائية الأنثوية [انظر Troy 1986:107ff.] إلا أن اسمها  برغم ذلك لم يكتب في خرطوش ملكي، مع أن ألقابها ملكية. تلك المفارقات تعكس بيئة دالة على أن النوبة السفلى كانت فكرياًً تحت تأثير مصر العليا بخاصة طيبة لكنها في الوقت نفسه تشير إلى العزلة.
 
البنية التاريخية يمكن تحديدها افتراضياً فقط. إن ظهور ملك وملكة مستقلين في النوبة السفلى أمر يمكن تصوره في الفترة المتأخرة من حكم رمسيس الحادي عشر عندما ثار، في العام الملكي التاسع عشر، نائب الملك في كوش بانحسى في العام السابع عشر ضد ملكه، وأجبر على التراجع إلى النوبة السفلى [انظر Jansen-Winkeln 1992] حيث أسس حكمه الخاص. استقلال النوبة السفلى عن طيبة كان، على كل، مؤقتاً فحسب؛ وبعد وفاة بانحسى يبدو أنها أصبحت تحكم مجدداً عن طريق نواب الملك في كوش الذين يعينهم حكام الأسرة الحادية والعشرين، والثانية والعشرين، والثالثة والعشرين [انظر :Habachi 1979]. آخر نائب للملك في كوش، باميو، موثق في حوالي 775-750 ق.م. Aston-Taylor 1990:147f.؛ ويمكن أن يكون منصبه قد زال كنتيجة مباشرة لظهور قوة جديدة في النوبة . مع حلول عهد كاشتا (حوالي 760-747 ق.م.) أصبحت منطقة نبتة ومروى متحدة في مملكة واحدة؛ وفي فترة من حكمه، غير مؤرخة تحديداًً للأسف، ظهر كاشتا فيمصر العليا وادعى الملوكية على مصر. الملكة كاديمالو، السيدة المؤصلة حسب اسمها من منطقة المتحدثين باللغة المروية في الجنوب، يمكن أن ترتبط بالزحف الشمالي للمملكة الكوشية الوليدة التى جهزت الأرضية لظهور كاشتا في مصر العليا. بالطبع يستحيل التقرير عما إذا كانت كاديمالو ابنة لملك كوشي وزوجة لملك كوشي آخر، وبالتالي يمكن أن تكون منتميَّة إلى عائلة أحد الخلفاء المباشرين لكاشتا نفسه، أم أنها تحدرت من أسرة ملكية كوشية لكنها كانت زوجة لملك من ملوك النوبة السفلى. غض النظر عن من كان زوجاً لكاديمالو، فإن الملك غير المسمى في نقش سمنة يدعى بأنه كان ملكاً شرعياً عن طريق وحى آمون (العمود 3) وفق دوغما الملوكية المصرية التى تم تبنيها أيضاً من قبل الأسرة الكوشية.
 
 
D.Dunham and J.M.A.Janssen, Second Cataract Forts, vol. 1. Semna-Kumma. Boston.
H.Grapow, Die Inschrift der Königin Katimala am Tempel von Semne,- Zeitschrift für ägyptische Sprache und Altertumskunde 76.
T.G.H.James, Obituary of R.A.Caminos.- Journal of Egyptian Archaeology 79.
P.Vernus, Deux particularités de l’Ėgyptien de tradition: NTY IW+ PRESENT 1; WNN.F HR SDM NARRATIF. Colloques internationaux du C.N.R.S. No.595.- L’Ėgyptologie en 1979. Axes prioritaires de rechreches 1.
K.H.Priese, Der Beginn der kuschitischen Herrschaft in Ägypten.- Zeitschrift für ägyptische Sprache und Altertumskunde 98.
R.Morkot, The Empty Years of Nubian History. In: P.James et al.:Centuries of Darkness. A Challenge to the Conventional Chronology of Old World Archaeology. London.
L.Troy, Patterns of Queenship in Ancient Egyptian Myth and History. Uppsala.
L.Török, The Royal Crowns of Kush. A Study in Middle Nile Valley Regalia and Iconography in the First Millennia BC and AD. Cambridge Monographs in African Archaeology 18. Oxford.
J.Černy, Egyptian Oracles. In: R.A.Parker ‘A Saite Oracle Papyrus from Thebes in the Brooklyn Museum (Papyrus Brooklyn 47.2810.3). Providence.
Desroches-Kuntz 1968, Le petit temple d’Abou Simbel. Le Caire.
K.Lange and M.Hirmer, Ägypten. München.
K.Jansen-Winkeln,(recently, soon be named).
A.Habachi, Königssohn von Kusch. Lexikon der Ägyptologie III.
D.A.Aston and J.H.Taylor, The Family of Takeloth III and the "Theban" Twenty-third Dynasty, In: A.Leahy (ed.): Libya and Egypt c1300-750 BC. London.
 


 
       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق