الأربعاء، 15 مارس 2017

بعض الملاحظات حول المصطلحات الصحراوية علم آثار ما قبل الرعاوة في الصحراء الليبية ووادي النيل الأوسط


أركامانى مجلة الآثار والأنثروبولوجيا الســـودانية
مجلة الآثار السودانية/ العدد السابع/ ديسمبر/ 2005






بعض الملاحظات حول المصطلحات الصحراوية
علم آثار ما قبل الرعاوة في الصحراء الليبية ووادي النيل الأوسط
سافينو دي ليرنيا والينا جارسيا
ترجمة د. أسامة عبدالرحمن النور

تمثل المصطلحات الفنية موضوعاً للجدل في مجال دراسات ما قبل تاريخ أفريقيا وتصبح أكثر إشكالية مع تقدم البحث. أهمية الوصول إلى حل لهذه الإشكالية تم الإحساس بها وجرت مناقشتها. الحاجة إلى تشييد مصطلحات فنية متعارف عليها في علم الآثار تمثل مهمةً ابستمولوجيةً وأداةً ضروريةً للتواصل بين الباحثين. معظم المصطلحات المستخدمة في مجال ما قبل تاريخ أفريقيا مشتقة من محتويات أوروبية وشرق أوسطية، كما تأصلت في تلك المناطق. في هذه الورقة سنحاول مناقشة هذه المنطقة، تحديداً منطقة تادرارت أكاكوس (جنوب غرب ليبيا) ووادي النيل الأوسط. تشديد خاص سيتركز على مجموعات الهولوسين التى تتميز بالاعتماد على اقتصاد استحواذي.

خاض المتخصصون في الدراسات الأفريقية (Mudimbe 1988; Irele 1991; Andah 1995) معركة محددة ضد استخدام المصطلحات الآثارية الأوربية الاشتقاق، بهدف التأكيد على استقلالية المسارات الثقافية التى تميز ما قبل تاريخ أفريقيا : استخدمت مصطلحات العصر الحجري المبكر، والعصر الحجري الأوسط، والعصر الحجري المتأخر لتحديد العمليات التقنية لأركيولوجية البليستوسين، مع أن العديد من الباحثين استمروا في استخدام مصطلحات مثل الأشولي والموستيري. يمكننا أن نشير إلى المجهودات المتكررة للمؤتمرات "الكل أفريقيةPan-African Congresses"، التى أفضت إلى تأسيس ما يسمى بـ "مجلة لجنة ما قبل التاريخ للمؤتمر الكل أفريقي للمسميات والمصطلحات الفنية PanAfrican Congress of Prehistoric Commission on Nomenclature and Terminology Bulletin" من أجل تغطية الاحتياج إلى تشييد تواترات أفريقية، بدلاً عن التواترات الأوربية.

المسارات نحو إنتاج الطعام والمصطلحات الفنية المستخدمة لها من المسائل الأكثر عرضة للجدل في مجال دراسة ما قبل تاريخ أفريقيا، كما تدل على ذلك كمية المصطلحات المختلفة المستخدمة. تم استخدام مصطلحات فنية مثل الايبي باليوليتي Epipalaeolithic، والميزوليتي Mesolithic، والكراميكوم Keramikum أو عصر الفخار Ceramic Age، والنيوليتي الصحراوي السوداني Saharo-Sudanese Neolithic وأخرى، كلها لتعريف الجماعات البشرية التى اشتركت في محتوى ثقافي واقتصادي واحد. في عام 1967 اقترح ج. ستون الإقلاع عن مصطلح النيوليتي بالنسبة لشرق أفريقيا (Quoted in Sinclair-Shaw-Andah 1993)، ولازال أ.ب. سميث يتحدث اليوم عن النيوليتى بوصفه ("مفهوماً بربرياً" للصحراء) (Smith 1996). تم اقتراح مصطلح الميزوليتي للمرة الأولى من قبل أ.ج. آركل (Arkell 1949)، ومن ثم تعرض للقبول والرفض عدة مرات.

في اعتقادنا أن التواصل بين الباحثين يجب تنقيته عن طريق التحليل اللغوي والابستمولوجي. كالعادة، فإن المجادلات تعتمد أساساً على الظواهر التشخيصية والأساسية لتمييز الظواهر الأساسية للمجتمعات القديمة. اختلاف أساسي يمكن تتبعه بين الباحثين المتحدثين بالإنجليزية وأولئك المتحدثين بالفرنسية، حيث يشدد المتحدثون بالإنجليزية على الظواهر الاقتصادية في حين يشدد الأخيرون على العناصر التقنية، مثل الفخار.

تم بالفعل الإحساس بأهمية هذه المسألة وضرورة إيجاد حل لها وجرت مناقشتها (على سبيل المثال Safa Conference, Los Angeles 1992). وقد كشف المؤتمر العاشر لما قبل التاريخ والدراسات اللصيقة، وكذلك المؤتمر الثالث عشر لعلوم ما قبل التاريخ والتاريخ المبكر، الحاجة الماسة العاجلة للوصول إلى اتفاق وسط مختلف الباحثين. مثل هذه الربكة المصطلحاتية لا تخفي فحسب مواقف أخلاقية مختلفة (أي، مصطلحات أفريقية في مواجهة مصطلحات أوربية)، بل أيضاً تردداً نظرياً لتحديد الظاهرة الثقافية وتبيان التعقيدات الأنثروبولوجية.

التناقض الظاهري لأعمال التنقيب الآثاري أننا نعرف من أين نبدأ، لكننا لا نعرف أين ومتى سوف ننتهي. في لحظة العمل نكون مدركين لكل المعلومات التى نجمعها. فقط بعد التحاليل المعملية ومعالجة المعطيات يمكننا الخروج بتواترات كرونولوجية، وتوزيعات عامودية وأفقية، وتنوعات في السجل الآثاري. تشكل تلك المعطيات بينة صلدة نشيد على قاعدتها تفسيراتنا.

تنتج التغيرات من مقارنة المعطيات الهادفة إلى فصل الظواهر التشخيصية. عرف جوردون تشايلد (Childe 1956: 123) "الثقافة" بوصفها مجموع أشكال تترابط بصورة متكررة وشاملة مع بعضها الآخر وتتوافق مع نمط توزيع معروف. مع ذلك، فإن السؤال الخاص بتعريف الثقافات عن طريق السجلات الآثارية يتأصل من الحاجة إلى افراز عدم الاستمرارية في إطار سلوكيات تبدو متجانسة على امتداد فترة زمنية غير متقطعة (Otte 1985: 420).

يرى ترنكاوس بأن الاختلافات الطفيفة يمكن تقديرها بيسر أكثر في السجل المتوفر، طالما أن علم الآثار يمكنه في الأساس تبيان التغيرات طويلة الأمد (Trinkaus 1987). أعداد لا تحصى من المعطيات يمكن فقدانها بداية أثناء تجميعها، من ثم خلال عمليات ما بعد الترسيب، وأخيراً أثناء أعمال التنقيب وبعدها.

لا تمثل "الثقافات" ما قبل التاريخية المعروفة بالضرورة هُويَّات ثقافية مختلفة. يرى جيمس ساكت بأن علم الآثار يمكن أن يوفر نتاجات مادية و، بالتالي، فإن بمقدور علماء الآثار فقط تحديد التنوعات المتكررة في فترات منتظمة، أو التنوعات الأسلوبية في الأدوات الصنعية (Sackett 1977; 1990). وفق هذا المنظور، فإن التنوع الشكلي يكون "محدداً للأسلوب". مدت مارجريت كونكي التناول المادي إلى منظور أوسع لا يحدثنا فيها الأسلوب عن الثقافات أو المجموعات، بل عن "المحتويات التى يتم فيها حشد المجموعات أو أية ظاهرة اجتماعية/ثقافية أخرى بوصفها عمليات" (Conkey 1990: 15).

في واقع الأمر، يمكن فهم الأدوات الصنعية وتنوعاتها بصورة أفضل إذا تم ربطها بمحتواها الاجتماعي والثقافي. فوق ذلك، كما يشير ستيفان ج. شينان، فإن "الثقافات" هي أيضاً "طريقة لتصنيف تنوعات مكانية في السجل الآثاري" (Shennan 1989: 6). في اعتقادنا أن المنتجات المادية الناتجة عن البحث الآثاري يتوجب إخضاعها إلى معالجة أكثر اتساعاً تربط التنوعات الأسلوبية بالتنوعات الثقافية، والاقتصادية، والكرونولوجية، والمكانية. يعيدنا هذا إلى مارسيه ماوس، الذى يرى بأن التقنيات تعمل الصناعات والحرف، وأن التقنيات، والصناعات، والحرف سوياً تعمل الأنظمة التقنية للوجود (Mauss 1947). بمعنى أنه لا يجب فصل التقنيات عن الأنظمة أو المحتويات التى تنتجها.

تحدث كل التغيرات، سواء الأسلوبية، أو الاقتصادية، أو الثقافية في سلسلة متصلة بلا بداية وبلا نهاية، وهو ما يصعب على علماء الآثار تتبعه. هذا هو الحد الحقيقي للبحث الآثاري. الطريقة الوحيدة لتجاوز الحد هو وضع معايير قياس رمزية للتعرف على الاختلافات وقياسها. طبقاً لـ ترنكاوس، فإن هدفنا هو دراسة التغيرات وتثبيت الحدود أثناء عملية نمو مثل تلك التغيرات (Trinkaus 1987).

ليس السجل الآثاري أكثر من مجرد جزء صغير من البينة الدالة على عملية مستمرة يتطور من خلالها المحتوى ويندمج في آخر. لا نتعامل مطلقاً مع تتابع وحدات منفردة، منفصلة، لكن مع أشكال للسلوك دائمة التغير وتكيفات للثقافات الإنسانية في البيئة الطبيعية.

مع ذلك، فإن النزعة لتورخة الماضي وتقسيمه إلى مراحل تبدو وكأنها تحدٍ ضروري رغم صعوبتها. وفقاً لـ كلفورد جيرتز، فإن ذلك مزعج بخاصة طالما أن هنالك العديد من الطرق لفعل ذلك، وكل طريقة تبدو قسرية، ترتبط كلياً تقريباً بأسئلة ذات طبيعة تلاءم الوصف (Geertz 1995).

على مستوى عملي أكثر، عندما تكون الاختلافات الأسلوبية مدركة وعندما تتطابق مع التنوعات في بينة البقايا الحيوانية، والبقايا النباتية، والبينة الجيولوجية و/أو الراديومترية، فإنه يبدو صحيحاً التعرف على الآفاق الثقافية والاجتماعية-الاقتصادية المختلفة وتحديدها. لاحظ دانيل كاهن أن الجهد الأول لعلماء ما قبل التاريخ يوجه لوصف، وتصنيف، وتفسير، وترتيب المواد الأثرية طبقاً لوحدات متماسكة ومتكررة، والمتوفرة في إطار استقرار محدد جغرافي وكرونولوجي (Cahen 1985: 39). يمكن إفراز مجموعات مختلفة على أساس مقارنات كل عنصر في السجل الآثاري.

أنجز الباحثون في علم الآثار الحديث تقدماً نسبياً في الإطار النظري الآثاري، والذين شددوا على العمليات أكثر من الأحداث (على سبيل المثال Binford 1965; Flannery 1967). مثل هذا التناول اعتمد بصفة رئيسة على تحليل الثقافات المادية وعلاقاتها مع أنماط الإقامة وفق منظور وظيفي. تناول "غير رسمي" ما بعد عملياتي لما قبل التاريخ يهدف إلى إغفال إعادة التركيب الآثارية "المعتمدة على الناس"، مشدداً على تحليل "معتمد على الفرد" (على سبيل المثال Hodder 1985). مع ذلك، يبدو أن هذا التناول يربط بطريقة خطيرة ما قبل التاريخ بأفكار أساسية نظرية الطابع.

بدون شك فإن إسهاماً أساسياً في خلق النماذج الآثارية يقدمه علم الاثنوأركيولوجيا (على سبيل المثال Binford 1968; Lee and DeVore 1968; Gould 1980): حتى إن جاز عدها بكونها تتسم بفوارق نظرية كثيرة فإن الاثنوأركيولوجيا توفر أفضل الأدوات لاختبار "مطارقنا" المنهجية (Moore and Keene 1983) ولمراجعة قدرتنا على حل سجلات الماضي الآثارية عن طريق تحليل فعلي/حي. أما بالنسبة للاثنوأركيولوجيا الأفريقية، فإنه توجد بعض الدراسات المهمة (لعرض للأعمال الأفريقية انظر Atherton 1983; Agorsah 1990)، رغم أن هذا المجال لا يبدو مستغلاً بصورة كاملة، حيث أنه توجد إسهامات قصيرة أكثر من "نماذج نظرية عامة" لتحليل المجتمعات الماضية (Yellen 1977: 2). طبقاً لـ اثرتون، فإن التناول الاثنو تاريخي هو الآخر لم يطبق بصورة شاملة، في منطقة واعدة بدرجة عالية مثل أفريقيا (Atherton 1983: 79).

يتعامل علم الآثار مع الأدوات الصنعية والعمليات، وهدفنا هو ربط الأول بالثاني وفق إطار أنثروبولوجي مقنع ومطور سلفاً: إذا نجحت مثل هذه المحاولة، سيكون ممكناً ترجمة الأدوات الصنعية إلى "ثقافات" وإعطاءها مسميات. يتضمن ذلك نسب مسميات اصطلاحية وتطوير مصطلحات فنية بهدف تيسير التعرف على الآفاق المختلفة.

ما نقترحه هنا هو تمييز الآفاق المختلفة لفترة ما قبل الرعاوة التى يمكن التعرف عليها في الصحراء الوسطى ووادي النيل الأوسط والأعلى خلال الهولوسين المبكر، اعتماداً على تحليل كل من المعطيات الميدانية والأدبية.

علم آثار "ما قبل الرعاوة" مصطلح يستخدم عموماً لوصف الجماعات البشرية للصحراء الوسطى. الهولوسين المبكر: غياب إنتاج الطعام هو القاسم المشترك الأدنى، بافتراض مسارهم الثقافي نحو اقتصاد رعوي. في المجادلات الآثارية، تُعد البادئة "ما قبل" شيئاً غير متبلور مقارنةً بسمات ثقافية واضحة المعالم، لكن علينا ألا ننسى أن مثل هذا الشعور يتعايش في الغالب مع مصطلح "ما قبل التاريخ" نفسه... ففي اعتقادنا أن علم آثار "ما قبل الرعاوة"، والذي استخدم بصورة واسعة مصطلحاً افتراضياً لتجاوز استحالة وجود مصطلح فني مشترك أكثر دقة (Garcea 1993)، يشمل العديد من السمات المختلفة، والتي يمكن أن تحدد محتويات أنثروبولوجية متنوعة لمجموعات الهولوسين المبكر (di Lernia 1996).

تقود نظرة عامة لمواقع ما قبل الرعاوة في الأكاكوس في الصحراء الليبية (Mori 1965; Barich 1987c; Lupacciolu 1992; Cremascho and di Lernia 1998) إلى الاعتراف بوجود تمايز واضح في التواتر الذى عد في السابق غير متمايز لفترة ما قبل الرعاوة في العديد من المواقع (di Lernia 1996)، مثل تين طره شرق وتين طره الكهفان في الأكاكوس الشمالي (Barich 1987a; Barich et al. 1984)، ووان أفودا (Cremaschi and di Lernia 1995; di Lernia 1996)، ووان تابو (Garcea 1992; 1996b) في السلسلة الوسطى (شكل 1).

انطلاقاً من البحث الجاري عن طريق البعثة الإيطالية الليبية المشتركة لجامعة روما "لاسابينزا"، فإن كهف وان أفودا هو الموقع الأول الذى يمكن التعرف فيه على مثل هذا التمايز (Cremaschi and di Lernia 1995)، ذلك بفضل التواتر الاستراتيجرافي البالغ 4 أمتار في سمكه والذي يوجد في حالة حفظ جيدة : إقامة بليستوسينية متأخرة مشهودة من خلال القليل من أدوات غير متآكلة من الباليوليتي الأوسط. أعادت مجموعات ايبي باليوليتية الإقامة مجدداً في الكهف مع بداية الهولوسين (تمتد التواريخ بالكربون المشع14 من 9765 إلى 9260 سنة مضت). تُظهر تلك المواقع تنظيماً متعدد النشاطات، اصطياد اصطفائي للخراف البربرية (مشهود فقط وجود نوعين، ويمثل الاموتراجوس 80%)، وصناعة صوانية متنوعة مع طقم أدوات ميكروليتية من الكوارتز والكوارتزايت. لا وجود لبينة للفخار، مع تشديد فيما ندر باتجاه معالجة الحبوب واستغلال النباتات.

على العكس، تشير تراكمات كبيرة من بقايا تبن ونبات إلى إقامة مجموعات لاحقة والتي سميت في البداية بـ "الميزوليتية": منطقة إقامة كبيرة، ومناطق وظيفية متخصصة، وبروز مخزون تقني متنوع، مثل إنتاج فخار متطور، ووجود مكثف لأدوات طحن وصناعة ماكروليتية من حجر رملي هي السمات الأساسية. يُظهر هذا الطور مدى واسع من الموارد الحيوانية: العديد من الأنواع مشهودة، ثدييات كبيرة وصغيرة، وأسماك وطيور. ونوع معين من العناية بالخراف البربرية تمت ملاحظته أيضاً (di Lernia – Cremaschi 1996b). تمتد التواريخ الراديوكاربونية من حوالي 8900 إلى 8000 سنة مضت.

وفرت أعمال مسح شاملة للمناطق المحيطة بالأكاكوس في مواسم العمل الأخيرة عناصر جديدة لإعادة تركيب نمط الإقامة والتنظيم التقني للمجموعات البشرية في الهولوسين المبكر (Cremaschi and di Lernia 1995; Cremaschi and di Lernia 1996a; di Lernia 1996). العديد من المواقع بامتداد أحواض البحيرات في الوديان الكثبانية وجدت في عرق وان كاسا وأدهان أوباري. انها تُظهر مساحات محدودة، وطقوم أدوات متخصصة، وبينة دالة على صيد اصطفائي (خراف بربرية). توفر ترسبات ستراتيجرافية من البحيرة بعض التواريخ ما قبل الختامية حوالي 8500 سنة مضت لتلك المواقع، والتي يمكن عدها "ايبي باليوليتية". للمرة الأولى يُظهر التحليل المنتظم لاستخدام المواد الخام خلال الهولوسين إلى أن استخدام مكثف للكوارتز سمة مميزة للمجموعات "الايبي باليوليتية (di Lernia - Cremaschi – Notarpietro 1997). فقط لقي متناثرة مرتبطة بإقامات "ميزوليتية" عُثر عليها حول البحيرات، مما يقدم بينة إضافية لاستقرار متزايد خلال الألفية التاسعة في سلسلة الأكاكوس (di Lernia 1996).

يوفر ترسب سقيفة وان تابو الصخرية البالغ سمكاً يصل إلى 255 سم دعماً إضافياً للتمايز الثقافي والاقتصادي للألفية التاسعة المبكرة. يمكن فصل ثلاث وحدات مختلفة اعتماداً على سماتها الترسيبية والعضوية. الوحدتان الأوليتان تشتملان على ترسيب رمادي مع رماد وألياف نباتية وتبلغان سمكاً حوالي 120 سم. الوحدة الثالثة بنية ويبلغ سمكها الـ 80 سم. البقايا النباتية نادرة للغاية. تأتي التواريخ الأقدم من الوحدة الثالثة، 8800 ± 100 و 8870 ± 100 سنة مضت. تؤرخ الوحدة الثانية بين 8800 ± 100 و 8840 ± 90 سنة مضت، وتغطي الوحدة الأولى الفترة من 8600 ± 90 و 8720 ± 110 سنة مضت. أربعة مبان محترقة تظهر في كلا الوحدتين الأولى والثانية، في حين أن مبنيين فقط يظهران في الوحدة الثالثة. الفخار نادر، لكنه يختلف من حيث التوزيع : في الوحدتين الأولى والثانية وجدت خمسة شقوف في كل وحدة منهما وفقط شقف واحد في الوحدة الثالثة. بالنسبة للزخرف، فإن المحزز المنقط المتموج هو السائد في كل الوحدات، رغم وجود زخرف آخر يُظهر خطوط متموجة صافية على الحافة ويظهر في الوحدتين الأولى والثانية (Garcea 1996b): هذا الزخرف مشهود أيضاً في فوزيجارن ووان أفودا (di Lernia and Manzi 1998; di Lernia 1998). الشفرات والنصال بالإضافة إلى الأدوات الميكروليتية المدببة شائعة بخاصة في الوحدة الثالثة. المدهش أن الكوارتز يوجد بنسبة 83% من مجمل المواد الخام، لكن 97.1% يأتي من الوحدة الثالثة (Garcea 1997). حجارة الطحن تتوفر بدرجة أكبر في الوحدة الثالثة (46 قطعة) منها في الوحدة الأولى (14 قطعة) والوحدة الثانية (26 قطعة) ككل. تنتمي كل البقايا الحيوانية من الوحدة الثالثة إلى الاموتراجوس ليرفيا Ammotragus lervia، في حين تظهر هستركس كريستاتا Histrix cristata في الوحدة الثانية. آخذين في الحسبان كل تلك العناصر، تبرز إلى دائرة الضوء، كما تمت ملاحظته (di Lernia 1996)، كينونتان ثقافيتان: في الطبقة الأعلى، تضم الوحدتين الأولى والثانية، وفي الأسفل تتمثل في الوحدة الثالثة. الأعلى تخصصت كلياً في اصطياد الخراف البربرية، وطور الأخير الأسفل استغلالاً أوسع للموارد: صيد متنوع، ومعالجة النبات، واستخدام الحاويات الفخارية.

أجريت بعض أعمال التنقيب الجديدة في وان موهجاج في منطقة الوادي، على بعد أمتار قليلة من السقيفة، وتم جلب ترسب يبلغ سمكه 200 سم إلى دائرة الضوء. تم تحديد خمس طبقات وجمعت كالتالي : تواتر أعلى (الطبقتان 2-1) يُظهر سمات آثارية نيوليتية رعوية وسطى نموذجية؛ وجدت حيوانات مدجنة وبرية. التواتر الأسفل (الطبقات 5-3) يتميز بعدد صغير للأدوات الصنعية، ووجود أكثر للميكروليتية، مع حيوانات برية مع انعدام للفخار. تم العثور على مدفن بشري في قاعدة السلسلة. المؤشرات الراديومترية من التواتر الأسفل تمتد من 7400 إلى 7800 سنة مضت؛ العمر، والسمات الآثارية، والمدى الواسع للصيد تمثل كلها مفاتيح لإقامة "ميزوليتية" (di Lernia and Manzi 1998).

مزيد من البينة عن الإقامة "الميزوليتية" يمكن العثور عليها في فوزيجارن (Mori 1965; Barich 1987b: 115-116) على أساس الثقافة المادية، وعملية تكون الموقع، والمجاميع الحيوانية (di Lernia and Manzi 1998). مواقع "ايبي باليوليتية أخرى (MS; Lancusi TR; UI7; 94/38; 94/83; 94/84; 04/96; 94/102; 94/4; 94/8; mt126; mt135; mt145a; mt145b)  وميزوليتية (th49; th61; th89; th123; th131; Tagzelt 5; 94/62; 94/40; 94/77; 94/102; mt127 ) تم التعرف عليها خلال أعمال السمح المنظمة في الأكاكوس الأوسط والمنطقة المحيطة: بعض المواد التشخيصية، والبقايا الحيوانية المتوفرة استخدمت للكشف عن نوع الطور "الثقافي" في الأكاكوس الشمالي (Cremaschi and di Lernia 1995; 1996a).

أجريت أعمال تنقيب منتظمة في الأكاكوس الشمالي خلال السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم (Barich 1987c). في تين طره شرق، يبدو أن الطبقة Rinf تتميز بوجود عال لطقوم أدوات ميكروليتية، مع غلبة الأدوات المدببة: ويبدو أيضاً أن تنظيم التقنية يشير إلى استخدام القليل من المتعضيات الحجرية، مع تشديد أكثر على الكوارتز، والكوارتزيت، والصوان، بدلاً عن الحجر الرملي، والذي يتزايد بدءاً من المستوى Rinf حتى المستوى (Barich 1978c: 115)؛ لم يتم العثور على شقوف فخار في الجزء التحتي للطبقة (قاعدة Rinf)، المؤرخ بـ 9080 ± 70 سنة مضت (Barich 1974: 149; Barich 1987b). بالنسبة للاستراتيجيات الاقتصادية كان الاموتراجوس هو الأكثر استغلالاً؛ الثدييات (>70%)، كما وجدت بعض الأنواع القليلة الأخرى؛ أدوات الطحن وجدت بأعداد كبيرة من بين العينات. على العكس، تميزت الطبقات بمبان حجرية، وإنتاج فخار، في الأساس مزخرف بتقنية الختم المهزوز. يُظهر التنظيم التقني زيادة في الحجر الرملي وأدوات الطحن. توفر كل تلك المعطيات مفتاحاً لاستقرار متنامي، كما لاحظت باريش، وأيضاً بالنسبة لتنظيم مغاير في نمط الإقامة، مثل ما تشير إليه التغيرات في الاستراتيجيات الاقتصادية والحراك (di Lernia 1996; Cremaschi and di Lernia 1996b).

يمكننا التعرف على نزعة مماثلة في تين طره الكهفين (Barich 1987b)، مع تحول عام بين الطبقة الثالثة والطبقتين الثانية والأولى. لها إطار كرونولوجي مماثل وتوجد في حالة تعاقب ستراتيجرافي. أيضاً في هذه الحال نفضل التفكير في الاختلاف أكثر من عدم التمايز في العملية الثقافية.

تلخيصاً، نقول بأنه يمكن تحديد مجموعتين مختلفتين (جدول 1) على أساس السمات المذكورة أعلاه، واللتين يمكن ربطهما بكينونتين مختلفتين اجتماعياً، واقتصادياً، وثقافياً (Cremaschi and di Lernia 1995; di Lernia 1996):

1- المجموعات ذات الاقتصاد الاستحواذي المتخصص، ونمط إقامة لوجستي (الجبل والعروق)، ودرجة عالية من الحراك المرتبط بها؛ توضح المواقع مبان غير معقدة (تراكمات حجرية، ومصدات رياح، ومواقد غير مشكلة)؛ تتألف القاعدة الاقتصادية من مدى ضيق من الموارد، مع استغلال متخصص للثدييات، بخاصة اموتراجوس ليرفيا (> 70%)، ودرجة معالجة منخفضة للنباتات. يُظهر إنتاج الأدوات الحجرية بعض السمات المتكررة (وجود أدوات مدببة؛ شح الصخور "الغريبة"؛ استخدام الكوارتز؛ وما إلى ذلك)، في حين يكون الفخار نادراً للغاية. يمتد مدى الإطار الكرونولوجي من 9800 إلى حوالي 8800 سنة مضت. في الطور الأولي سميت بـ "الايبي باليوليتي".

2- المجموعات ذات الاقتصاد الاستحواذي المتنوع، وهو نمط إقامة في بيئة جبلية خالصة وإقامات شبه مستقرة. يصور تركيب الموقع تراكمات نباتية كثيفة ومبان أكثر تعقيداً. تم صيد حيوانات مختلفة مع وجود قائمة منتجات تقنية متنوعة (فخار وسلال)؛ تُظهر حجارة الطحن حضوراً قوياً، احتمالاً ارتباطاً بزيادة نشاطات جمع الحبوب البرية. تشير الصناعة الحجرية إلى تطور التعامل مع الرقاقات الكبيرة، من الحجر الرملي في الأساس، ويصبح الكوارتز نادر الاستخدام. يتميز إنتاج الفخار قبل كل شئ بالزخرف المضغوط بالمهزة، في حالات بخطوط منقطة. تبدأ التواريخ من بداية الألفية التاسعة حتى حوالي منتصف الألفية الثامنة، كما استخدم مصطلح "الميزوليتي" لتمييزها عن "الايبي باليوليتية".

يجب التشديد إلى أن مثل هذا التمييز لا بد من استخدامه إطاراً تخطيطياً، والذي يحوي بلا شك تخطياً كرونولوجياً، وكذلك فوارق مختلفة في المؤشرات الآثارية. الأهم هو أنه عند إجراء أعمال تنقيب منتظمة فإن المجموعتين المختلفتين وجدتا في تواتر ستراتيجرافي.

الاعتراف بتمايزات في هذين الأفقين الثقافيين لفترة "ما قبل الرعاوة" ليس أمراً جديداً بالنسبة للأدب المتعلق بشمال أفريقيا (e.g. Caneva 1988)، لكنه وضع طبيعي بالنسبة لسلسلة جبال الأكاكوس (di Lernia 1996).

ما قبل الرعاوة

الأكاكوس المتأخر
(الميزوليتي)
الأكاكوس المبكر
(الايبي باليوليتي)

حوالي 8800-7400 سنة مضت
حوالي 9760-8800 سنة مضت
تواريخ كربون مشع14
اقتصاد استحواذي متنوع
(مدى متسع)
اقتصاد استحواذي متخصص
(مدى ضيق)
الاقتصاد
تنظيم شبه مستقر
(بيئة جبلية)
تنظيم لوجستي
(جبلية وفي أحواض البحيرات)
نمط الإقامة
حركية مع شبه استقرار
حركية لوجستية
الحركية
مصنوعات من الرقائق الكبيرة
صناعة رقائق على حجر رملي
طقم أدوات ميكروليتية من الكوارتز والكوارتزيت)
الصناعة الحجرية
فخار بالضغط بالمهزة
نادر للغاية
الفخار
جفاف متزايد
من الرطوبة إلى ظروف أشد جفافاً
المناخ
جدول 1 – السمات الأساسية للمجموعتين "ما قبل الرعويتين" في سلسلة جبال الأكاكوس

بالنسبة لوادي النيل الأوسط والأعلى (شكل 2) فإن وجود أفقين ثقافيين مختلفين في داخل أفق الخرطوم المبكرة تمت الإشارة إليه في حالات كثيرة (على سبيل المثال Arkell 1972; Caneva 1988; Caneva and Marks 1990; Garcea 1994; Garcea 1996a). تشير الثقافة المسماة "ثقافة الخط المتموج" إلى الأفق المبكر للصيادين/الجامعين للهولوسين النيلي. يشتمل أفق لاحق على العديد من السمات المميزة، الأكثر تقليدية من بينها وجود فخار غير محروق مزخرف بخط منقط متموج وغياب التشقيق الخطي المتموج. تغطي الوحدة الأولى فترة زمنية طويلة، محصورة بين الألفية التاسعة والنصف الأول من الألفية السابعة، وتؤرخ الوحدة الثانية بالفترة من نهاية الألفية السابعة. يمكن ملاحظة الاختلافات في المنتجات التقنية، بدءاً من زخارف الفخار والمعجون، والتيبولوجيات الحجرية، والمواد الخام (Caneva - Garcea - Gautier - Van Neer 1993). تقع المزيد من التحولات في تنظيم إستراتيجيات الإعاشة. في أبودربين، والتي تمثل أقدم موقع من نوع الخرطوم المبكرة، مورس صيد الأسماك من على ضفة النهر بدلاً عن وسط الماء باستخدام المراكب أو الأطواف الخشبية. بالتالي، اشتمل الصيد فقط على الأسماك الصغيرة في الموقع الأكثر قدماً، في حين أصبح ممكناً اصطياد الأسماك الأكبر لاحقاً في المياه المرتفعة (Peters 1991). فوق ذلك، أخذت الموارد النهرية ونشاطات صيد الأسماك تفقد أهميتها لصالح قاعدة إعاشة مختلفة يتم تبنيها بصورة كاملة فيما بعد مع تدجين الحيوانات والاقتصاد الرعوي.

الوحدتان تختلفان كذلك من حيث نمط الإقامة فيهما. خلال الطور المبكر، اصطفت كل المواقع على ضفة وادي النيل. فيما بعد، حدث تحول في مجرى النيل باتجاه الغرب، وهو ما وقع في الفترة ما بين الألفية السابعة ومنتصف السادسة (Caneva – Garcea – Gautier – Van Neer 1993). في الوقت نفسه، يبدو أنهما صارا أقل اعتماداً على الموارد النهرية وشرعا في استكشاف بيئات أخرى، مثل السافانا.

تثبت البينة من المناطق المدروسة بأن الأطوار الثقافية المختلفة في الهولوسين المبكر تميزت بوجود جماعات من الصيادين/الجامعين. توجد اختلافات بيئية، وكرونولوجية، وثقافية بين الصحراء الوسطى ووادي النيل. تلك الاختلافات يجب إرجاعها إلى أنماط تطور محددة ومستقلة.

في اعتقادنا، إذا كانت الحدود الفاصلة ضرورية، فإن اقتصاد الإعاشة والسمات المرتبطة استحواذية كانت أم إنتاجية للمجموعات البشرية يجب عدم تجاهلها. بالإضافة لهذا التمييز بين المستحوذين على الطعام والمنتجين له، فإننا نود الإشارة إلى وجود المزيد من التقسيم الفرعي في إطار المجموعات المستحوذة على الطعام على أساس تنظيمهم الثقافي والاقتصادي.

آخذين في الحسبان الرؤية النظرية الشاملة الخاصة بعلم الآثار بصورة عامة ومنطقة دراستنا بصفة خاصة، يمكن إفراز العديد من المصطلحات التى لا يمكن أن تظل قيد الاستخدام حيث أنها فقدت وظيفتها المعلوماتية. ويبدو بلا معنى أيضاً رفض بعض المصطلحات، مثل "الايبي باليوليتي" و"الميزوليتي"، والاحتفاظ بأخرى مثل "النيوليتي". على أية حال، إذا رفضنا كل المصطلحات فإنه لا بد من إحلال أخرى مكانها. تبدو بعض السمات، مثل إستراتيجيات الإعاشة، ونمط الإقامة والحركية، ملائمة أكثر من أخرى وأخذت في الحسبان من قبل أحدنا (سافينو دي ليرنيا) باستخدام  تصنيفات اصطلاحية لتعريف مجموعات الهولوسين في الأكاكوس والمنطقة المحيطة.

لم يعد ممكناً أن يمثل مصطلح بمفرده درجة التعقيد العالية للسجل الآثاري الذى يعتمد عليه البحث المعاصر في مجال ما قبل التاريخ. لا يمكن لمصطلح منفرد أن يشير إلى الكرونولوجيا، والاقتصاد الإعاشي، والتنظيم التقني في مجموعها. كمثال، فإن مجموعات تعتمد الاستحواذ على الطعام، مثل الصيادين والجامعين وصائدي الأسماك، غير متماثلة أكثر مما يبدو عليه حال المجموعات المنتجة للطعام مثل مربي الأبقار، والرعاة أو المزارعين. بالتالي، علينا الإقلاع عن بذل جهد لإيجاد مصطلح مفرد يعكس كل الخصائص. علينا بدلاً عن ذلك السعي للتعرف على الاختلافات الثقافية الممكنة الموجودة في السجل الآثاري. إذا كان ذلك ممكناً، فإننا نقترح استعمال مصطلحات تشير إلى آفاق ثقافية محلية بهدف تجنب المزيد من المجادلات والارتباك. بالنسبة للصحراء المصرية فقد أجريت بنجاح تجربة مماثلة فيما يخص وحدة ماسرا الثقافية في واحة داخلة (McDonald 1991).

بالتالي، على الأقل فيما يتعلق بالصحراء الليبية، فإن العنصر المثير الأول، والذي ليس بالجديد في الأدب الخاص بشمال أفريقيا (انظر Caneva 1988; Garcea 1993)، لكنه أصبح في تادرارت أكاكوس، هو التعرف على طورين ثقافيين مختلفين (Cremaschi - di Lernia 1995)، سبق تقديمهما في المؤتمر الكل أفريقي العاشر في زمبابوي بوصفهما "ايبي باليوليتي" و"ميزوليتي" (di Lernia and Cremaschi 1996a).

يبدو أن الطرح النظري المناقش هنا والبينة الآثارية المتوفرة يدعن استعمال مصطلحات فنية محددة: نقترح مصطلح الأكاكوس المبكر للطور المتميز باقتصاد اصطفائي، وحركية عالية، ومجاميع تقنية محددة، وحدود زمنية بين 10.000 و 8.800 سنة مضت، وهو الطور المسمى اصطلاحاً في السابق بـ "الايبي باليوليتي". فوق ذلك فإن المصطلح الأكاكوس المتأخر يشير إلى الطور المتميز بمدى واسع من الموارد، وبحركية أقل، واستقرار متزايد، ومجاميع تقنية مختلفة، وبمدى كرونولوجي بين بداية الألفية التاسعة ومنتصف الألفية الثامنة، والمسمى مبدئياً بـ "الميزوليتي". يجب أيضاً الإشارة بحذر إلى أن التعريفين مبكر و متأخر لا يعنيان تواتراً غير متغير، تطوري.

بالنسبة لوادي النيل، يمكننا الإشارة إلى أن السمات الأنثروبولوجية العامة، لطور الأكاكوس المبكر، بما في ذلك الحركية العالية والاستغلال الاصطفائي للموارد، لا يوجد في وادي النيل. طور الأكاكوس المتأخر يشترك في بعض السمات مع الطور المبكر للخرطوم المبكرة فيما يتعلق بأنماط الإقامة والمدى الواسع لاستغلال الموارد. أخيراً، الطور الأخير للخرطوم المبكرة غير مشهود في الصحراء الوسطى، حيث يحدث تدجين الحيوانات في فترة أسبق لحدوثه في وادي النيل.



المراجع
Agorsah K.E. 1990, 'Ethnoarchaeology: the search for a self-corrective approach to the study of past human behaviour', African Archaeological Review 8, 1990: 189-208.
Andah B.W. 1995, 'Studying African Societies in Cultural Context', in P.R. Schmidt and T.C. Patterson (eds.), Making Alternative Histories: The Practice of Archaeology and History in Non-Western Settings, Santa Fe 1995: 149-181.
Arkell A.J. 1949Early Khartoum, London.
Arkell A.J. 1972, 'Dotted wavy-line pottery in African prehistory', Antiquity, 46 (183), 1972: 221-222.
Atherton J.H.  1983, 'Ethnoarchaeologry in Africa', African Archaeological Review, 1, 1983: 75-104.
Barich B.E. 1974, 'La serie stratigrafica dell'Uadi Ti-n-Torha (Acacus, Libia)', Origini, 8, 1974: 7-184.
Barich B.E. 1987a, 'The Wadi Ti-n-Thora Facies, in B.E. Barich (ed.), Archaeology and Environment in the Libyan Sahara.The Excavations in the Tadrart Acacus, 1978-1983 (Cambridge Monographs in African Archaeology, 23. BAR Int. Series, 368), Oxford 1987: 91-112.
Barich B.E. 1987b, 'Research in the Central Acacus Massif', in B.E. Barich (ed.), Archaeology and Environment in the Libyan Sahara. The Excavations in the Tadrart Acacus, 1978-1983 (Cambridge Monographs in African Archaeology, 23. BAR Int. Series, 368), Oxford, 1987: 115-122.
Barich B.E. 1987c (ed.), Archaeology and Environment in the Libyan Sahara. The Excavations in the Tadrart Acacus, 1978-1983 (Cambridge Monographs in!African Archaeology, 23. BAR Int. Series, 368), Oxford 1987. Barich B.E.,  G. Belluomini, F. Bonadonna, M. Alessio and L. Manfra 1984, 'Ecological and cultural relevance of the recent new radiocarbon dates from Libyan Sahara', in L. Krzyzaniak and M. Kobusiewicz (eds.), Origin and Early Development of Food-Producing Cultures in North-Eastern Africa, Poznan 1980, PoznAn 1984: 411-417. Binford L.R. 1965, 'Archaeological systematics and the study of culture process', in D.L. Clarice (ed.), Models in Archaeology, London 1965: 109-166.
Binford L.R. 1968, 'Methodological considerations of the archaeological use of ethnographic data', in R.B. Lee and I. Devore (eds.), Man the hunter, Chicago 1968: 268-273.
Cahen D. 1985, 'Fonction, industrie et culture', in M. Otte (ed.), La signification culturelle des industries lithiques, Oxford 1985: 39-56.
Caneva I. 1988 (ed.), El Geili. The History of a Middle Nile Environment. 7000 B. C -A.D. 1500 (Cambridge Monographs in African Archaeology, 29. BAR Int. Series (424), Oxford 1988.
Caneva I., E.A.A. Garcea, A. Gautier and W. van Neer 1993, 'Pre-pastoral Cultures along the Central Sudanese Nile', Quaternaria Nova, 3, 1993: 177-252.
Caneva I. and A.E. Marks 1990, 'More on the Shaqadud Pottery: Evidence for Saharo-Nilotic Connections during the 6th-4th millennium B.C.', Archéologie du Nil Moyen, 4, 1990: 11-35.
Childe V.G. 1956, Piecing together the Past, London 1956.
Conkey M.W. 1990, 'Experimenting with style in archaeology: some historical and theoretical issues', in M.W. Conkey and C.A. Hastorf (eds.), The uses of style in archaeology, Cambridge 1990: 5-17.
Cremaschi M. and S. di Lernia 1995, 'The transition between Late Pleistocene and Early Holocene in the Uan Afuda Cave (Tadrart Acacus, Libyan Sahara). Environmental changes and human occupation', Quaternaire,6 (3-4), 1995: 173-189.
Cremaschi M. and di Lernia 1996a, 'Climatic changes and adaptive strategies in the Central Saharan Massifs: the Tadrart Acacus and Messak Settafet perspective', in G. Pwiti and R. Soper (eds.), Aspects of African Archaeology. Papers from the 10th Congress of the Pan-African Association for Prehistory and Related Studies, Harare 1996: 39-52.
Cremaschi M. and S. di Lernia 1996b, 'Current research on the prehistory of the Tadrart Acacus (Libyan Sahara). Survey and excavations 1991-1995', Nyame Akuma, 45, 1996: 50-59.
Cremaschi M. and S. di Lernia (eds.) 1998, Teshuinat. Palaeoenvironment and Prehistory in South-western Fezzan (Libya), Milano.
Di Lernia S. 1996, 'Changing adaptive strategies: a long-term process in the Central Saharan Massifs from Late Pleistocene to Early Holocene. The Tadrart Acacus perspective (Libyan Sahara)', in G. Aumassip, J.D. Clark and F. Mori (eds.), The Colloquia of the XIII International Congress of Prehistoric and Protohistoric Sciences, XV. The Prehistory of Africa, Forli 1996: 195-208.
Di Lernia S. 1998, 'Early Holocene "pre-pastoral" cultures in the Uan Afuda Cave, Wadi Kessan (Tadrart Acacus, Libyan Sahara)', in M. Cremaschi and S. di Lernia (eds.), Teshuinat. Palaeoenvironment and Prehistory in South-western Fezzan (Libya), Milano, 1998:123-145.
Di Lernia S. and M. Cremaschi 1996a, 'Analysis Of the Pleistocene-Holocene transition in the Central Sahara: culture and environment in the Uan Afuda Cave (Tadrart Acacus, Libya)', in G. Pwiti and R. Soper (eds.), Aspects of African Archaeology. Papers from the, 10th Congress of the Pan-African Association for Prehistory and Related Studies, Harare 1996: 221-234.
Di Lernia S. and M. Cremaschi 1996b, 'Taming Barbary sheep: Wild animal amenagement in the Early Holocene hunter-gatherers at Uan Afuda (Libyan Sahara)', Nyame Akuma, 46, 1996: 43-53.
Di Lernia S. and G. Manzi 1998, 'Funerary practices and anthropological features at 7,800 - 6,000 BP. Some evidence from Central-southern Acacus', in M. Cremaschi and S. di Lernia (eds.), Teshuinat. Palaeoenvironment and Prehistory in South-western Fezzan (Libya), Milano, 1998:217-242.
Di Lernia S., M. Cremaschi and A. Notarpiero 1997, 'Procurement, exploitation and circulation of raw material: analysis of the Early and Middle Holocene lithic complexes from South­western Libya (Tadrart Acacus and Messak Setiafet)', in R. Schild and Z. Sulgostowska (eds.), Man and Flint. Proceedings of the VIIth International Flint Symposium, Warszawa 1997: 233-242.
Flannery K.V. 1967, 'Culture history v. cultural process: a debate in American archaeology', Scientific American, 217, 1967: 119-122.
Garcea E.A.A. 1992, 'Il problema dell'adattamento dell'uomo all ambiente sahariano nelle trasformazioni climatiche degli ultimi 20.000 anni', in M. Lupacciolu (ed.), Arte e culture del Sahara preistorico, Roma 1992: 57-62.
Garcea E.A.A. 1993, Cultural dynamics in the Sahato-Sudanese prehistory, Roma 1993.
Garcea E.A.A. 1994, 'Mesolithic sequence in the settlement network of the Khartoum Province', in Ch. Bonnet (ed.), Études Nubiennes. Conference de Genève. Actes du VIP" Congres international d'etudes nubiennes, Geneve 1990, Genève 1994: 83-87.
Garcea E.A.A. 1996a, 'La culture des pêcheurs d'"Early Khartoum" un exemple de la Vallge du Nil', Prehistoire Anthropologie MdditerranJennes, 5, 1996: 207-214.
Garcea E.A.A. 1996b, 'The long sequence at Uan Tdbu (Libyan Sahara): Aterian and Holocene deposit', in G. Aumassip, J.D. Clark and F. Mori (eds.), The Colloquia of the XIII International Congress of Prehistoric and Proto­historic Sciences, XV. The Prehistory of Africa, Forli 1996: II83-194.
Garcea E.A.A. 1997, 'L'exploitation du quartz dans 1'Holocene saharo-soudanais', Prehistoire Anthropologie Mediterraneennes, 6, 1997, in press.
Geertz C. 1995, After the Facts. Two Countries, Four Decades, One Anthropologist, Cambridge 1995.
Gould R. 1980, Living Archaeology, New York 1980.
Hodder I. 1985, 'Post-processual archaeology', in M. Schiffer (ed.), Advances in Archaeological Method and Theory, VIII, New York 1985: 1-26. 
Hugot H.J. 1980, 'Préhistoire du Sahara', in J. Ki-Zerbo (ed.), Histoire génerale de l'Afrique, I, Paris 1980: 619-642.
Irele A. 1991, 'The African scholar: Is Blacck Africa entering the Dark Ages of scholarship?',  Transition, 51, 1991, 56-69.
Lee R.B. and I. Devore  (eds) 1968, Man the hunter, Chicago 1968.
Lupacciolu M. (ed.) 1992, Arte e culture del Sahara preistorico, Roma 1992.
Mauss M. 1947, Manuel d'ethnographie, Paris 1947.
McDonald M.M.A. 1991, 'Technological organization and sedentism in the Epipalaeolithic of Dakhleh Oasis, Egypt', African Archaeological Review,9, 1991: 81-109.
Moore J.A. and A.S. Keene 1983, Archaeological Hammers and Theories, New York 1983.
Mori F. 1965, Tadrart Acacus. Arte rupestr e culture del Sahara preistorico, Torino 1965.
Mudimbe U.Y. 1988, The Invention of Africa: Gnosis, philosophy and the order of knowledge, Bloomington 1988.
Otte M. 1985, 'Le langage des pierres', in M. Otte (ed.), La signification culturelle des industries lithiques, Oxford 1985: 420-424.
Peters J. 1991, 'Mesolithic Fishing along the Central Sudanese Nile and Lower Atbara', Sahara 4, 1991: 33-40.
Sackett J.R. 1977, 'The meaning of style in archaeology: a general model', American Antiquity, 42 (3), 1977: 369-380.
Sackett J.R. 1990, 'Style and ethnicity in archaeology: the case of isochrestism', in M.W. Conkey and C.A. Hastorf (eds.), The uses of style in archaeology, Cambridge 1990: 32-43.
Shennan S.J. 1989, 'Introduction: Archaeological Approaches to Cultural Identity', in S.J. Shennan (ed.),  Archaeological Approaches to Cultural Identity, London 1989: 1-32.
Sincair P.J.J., T. Shaw and B. Andah 1993, 'Introduction', in Sincair P.J.J., B. Andah and A. Okpoko (eds), The Archaeology of Africa. Food, metals and town, London - New York 1993: 1-31.
Smith A.B. 1996, 'The «Neolithic»: a barbanc concept for the Sahara?', in' G. Aumassip, J.D. Clark and F. Mori (eds.), The Colloquia of the XIII International Congress of Prehistoric and Protohistoric Sciences, XV. The Prehistory of Africa, Forli 1996: 219-223.
Trinkaus K.M. 1987, 'On Boundaries and Social Complexity', in K.M. Trinkaus (ed.), Politics and Partitions: Human Boundaries and the Growth of Complex Societies, Tucson 1987: 1-28.
Yellen J.E. 1977, Archaeological approaches to the present. Models for reconstructing the past, New York 1977.



'



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق