الأربعاء، 15 مارس 2017

دراسات في اللغة المرَّوية لغز اللغة المرَّوية

أركامانى مجلة الآثار والأنثروبولوجيا الســـودانية
أضغط لرؤية الصورة بحجم أكبر
مسلة جنائزية من الحجر الرملي ارتفاعها 500 مليمتر وعرضها الأقصى 335 مليمتر، محفوظة بمتحف السودان تحت الرقم 28782.
تنتمي للنموذج الأكثر شيوعاً للمسلات الجنائزية في أعلاها قرص شمس على جانبيه صلان. النقش بالحروف المرََّوية الكورسيفية. رغم أن اللغة المرويةَّ لازالت غير مقروءة فإنه طبقاً لقراءة كلاودي ريلي (معلومة مباشرة منه) فإن المسلة تؤرخ بعام 150 ميلادية، وتنتمي لشخص باسم واليى، ابن أو ابنة كاديتى "الزعيم"، ابن عم اثيمو واريبالى، من الأسيدي شاتيماتورا والأسيدي شاتيكولا. اللقب أثيمو يشير فيما يبدو الى وظيفة مهمة تم تحديدها من قبل في نقوش عثر عليها في صادنقا. في حين أن اللقب أسيدي الذى يظهر في هذه المسلة يظهر للمرة الأولى ويبدو أنه يشير الى وظيفة محلية. مثل هذه المسلات الجنائزية تمثل مصدراً هاماً لدراسة المجتمع في تلك الفترة.



كلايدي وينترز 
كلود ريلي
بروس تريجر
كلايدي ونترز







دراسات في اللغة المرَّوية
لغز اللغة المرَّوية
كان لأهل مروى لغتهم الخاصة، التي نطلق عليها حالياً اسم "اللغة المروية". و تعد اللغة المروية واحدة من اللغات القديمة القليلة التي لم يتم تشفيرها بعد. يعتقد علماء الآثار بأن أهل مروى بدأوا في الكتابة بلغتهم للمرة الأولى فيما بين 300 و 200 سنة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام. أقدم نقش مؤرخ يرجع إلى فترة حكم الملكة شناكداخيتي (177-155 ق.م.)، لكن يرى الآثاريون أيضاً أن السودانيين الكوشيين كانوا يتحدثون بهذه اللغة المروية على الأقل منذ سنة 750 ق.م. واحتمالاً بقرون كثيرة سبقت. يمكن لعلماء الآثار اللغويين، من تحليل رموز و تشفير العديد من اللغات القديمة و أنظمتها الكتابية. المثال الأكثر شهرة للغات القديمة التي تم تشفيرها في الأزمان الحديثة : اللغة المصرية القديمة (بخطها الهيروغليفي)، و السومرية القديمة، و البابلية، و الحثية (بخطوطها المسمارية)، و في الآونة الأخيرة لغة شعب المايا في أمريكا الوسطى (بخطها الهيروغليفي). يمكن للباحثين اللغويين أن يشفروا اللغات القديمة ويفكوا رموز أنظمتها الكتابية باللجوء إلى استخدام العديد من الأساليب. أولاً، قد يحتاجون إلى الكشف عن لغة حديثة متحدرة عن اللغة القديمة و يتعلموها. يقدم ذلك مفاتيح لهم لمعرفة بنية اللغة القديمة و معاني بعض مفرداتها، رغم أن تعاقب القرون قد يكون بدلّ معاني بعض الكلمات. ثانياً، قد يحتاجون أيضاً إلى العثور على نقوش مكتوبة باللغة المجهولة و التي توجد ترجمات لها في لغات معروفة. المثال الأكثر شهرة لمثل هذه النقوش "حجر الرشيد"، الذي نقش بنص مطابق بالخطين المصري القديم و الإغريقي. النص الإغريقي، الذي كانت ترجمته ممكنة، ساعد في عملية ترجمة النص المصري و الذي لم يك مقروءاً قبل اكتشاف هذا الحجر المزدوج النص. في عام 1907، قارن عالم الآثار البريطاني، فرانسيس جريفيث، الكتابة المصرية القديمة بالكتابة المرَّوية و اكتشف أن العديد من الحروف، الهيروغليفية و المتصلة على حد سواء، مشتقة عن المصرية. استخدم هذه التقنية للتكهن بالقيمة الصوتية للحروف المرَّوية، لكنه نجح في فهم معاني القليل فقط من الكلمات التي كتبت بتلك الحروف الهجائية. إلى وقتنا الراهن، لم ينجح أحد بعد في تشفير هذه اللغة القديمة. ستظل اللغة المروية سراً غامضاً لنا حتى نتمكن من الكشف عن لغة سودانية من بين لغاتنا المتعددة أو لغة أفريقية قريبة من المرَّوية بحيث تساعدنا على فهم معجمها، أو حتى نعثر على وثيقة أو موضوع قديم مكتوب باللغة المرَّوية إلى جانب لغة أخرى نستطيع فهمها. قد لا نعرف كيف نفهم اللغة المرَّوية، لكننا نعرف كيف تنطق. ذلك أننا نعرف الأصوات، يمكننا قراءة أسماء الملوك والملكات الذين نقشت أسماءهم على جدران مدافنهم. و يمكننا كتابة كلمات عربية باستخدام الحروف المرَّوية القديمة. حالياً هناك عدد لا بأس به من علماء الآثار اللغويين المهتمين بدراسة اللغة المرَّوية، و يقومون بنشر دراساتهم العلمية في دورية خاصة تحمل عنوان "النشرة المرَّوية Meroitic Newsleter". و تأمل أركاماني أن تقدم ترجمة لبعض أهم الدراسات الحديثة الجارية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق