فريق العمل بقيادة فانسنت روندو
يتكون فريق العمل من : باتريس لونوبل، رينيه - بيير جورجيو ديزو، جيورجيو نوغترا، سيرج فونوي، فنسنت فرانسينيي، جان- فرانسوا كارلوتي، جاك بيلين، دلغادو لوران ديلغادو، كلود ريي، لويس شي، كريستين أورو، محمد فاروق عبد الرحمن، ياسين محمد سعيد، احمد الأمين أحمد، علي الميرغني، حباب ادريس ، رحاب خضر، إنعام عبد الرحمن، عبد المنعم أحمد عبد الله، ندى بابكر محمد.
في عام 2000 تم إطلاق مشروع تنقيب عن المواقع الحضرية المروية في الحصا (إقليم البطانة بالسودان) ، على الضفة اليمنى لنهر النيل، على بعد 20 كلم الى الجنوب من أهرامات مروي. تم هذا التنقيب بواسطة القسم الفرنسي بمصلحة الآثار السودانية و بالاشتراك مع الهيئة القومية لللآثار و المتاحف. و تم تنفيذه بتمويل من الإدارة الفرعية للدراسات الاجتماعية و الآثار بوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية و بدعم مالي و لوجستي و بموظفين من الهيئة القومية للآثار و المتاحف و من جامعة تشارل دوغول- ليل 3 و من وحدة البحوث المشتركة (UMR 8027) للمركز القومي للبحوث العلمية (CNRS). كما شاركت فيه أيضا جامعة شندي بإرسال أساتذتها الباحثين في مجال الآثار.
نظمت حملة رسم الخرائط الأولية للموقع في خريف عام 2000 و نشرت النتائج في العدد (23) لكراسة بحوث معهد علوم البرديات و المصريات (CRIPEL). و بين عامي 2002 و 2004، أطلقت ثلاث حملات للتنقيب قادت إلى اكتشاف معبد آمون المبني في وسط هذه المؤسسة الامبراطورية المروية.
المعلومات التي كانت لدينا عن الموقع قبل القيام بعمليات التنقيب الأولى وردت في وصف بوركهارت (1814) و لينان دو بيلفوند (1822)، و كذلك من الاكتشاف الذي تم صدفة في عام 1975 لتمثال كبش ضخم باسم كور أماناخاريغيريم لم يكن معروفا على نطاق واسع. و قد أدى نشره من قبل شيني و برادلي إلى إدراجه في فهرس المنقوشات المروية تحت الرقم 1151 REM.
و قد قادت الحفريات الأولى في عام 2002 إلى اكتشاف معبد آمون في الحصا الذي تميز مدخله ببرج من القرميد بواجهة عرضها 25 م ، و كانت تزين أرصفته سارية علم تقوم على قاعدة من الحجر الرملي. و كان الباب الرئيسي يفضي إلى غرفة مرور محورية مفتوحة و إلى رواق جانبي يقوم على أعمدة من القرميد و الحجر الرملي. و هناك عدة دلائل تشير إلى أن المعبد قد أهمل لفترة طويلة، مع إنشاءات داخلية في هذه الغرفة الأولى، قبل أن يعاد بناؤه في فترة لاحقة (القرن الرابع). خلال حملة عام 2005 (15 أكتوبر - 15 ديسمبر) ، تم الوصول إلى محراب المعبد. تم العثور على مجموعة كاملة من أدوات العبادة تحت سقف القاعة المقبب و الذي أدى إنهياره إلى الاحتفاظ بالمواد الأثرية الموجودة في المكان. و كانت هناك أسلحة تبدو من العصر الحجري و مسبوكات مصرية تجاور منتجات مروية بحتة ( من البرونز و الفخار).
كور أماناخاريغيريم
كور (Qore) هو اللقب الذي كان المريون يطلقونه على إمبرطورهم. حتى وقت قريب لم نكن نعلم إلا القليل عن كور أماناخاريغيريم. لم يكن في واقع الأمر معروفا من قبل سوى عن طريق أربعة وثائق باسمه بما فيها النصوص المنقوشة على قواعد اثنين من تماثيل الكباش. و قد أكد اكتشاف تمثال كبش ثالث باسمه في عام 2002 في موقع الحسا نفسه و في مكانه الأصلي أن أماناخاريغيريم كان باني معبد آمون في الحصا. كما هو الحال في كثير أعمال الآثار في السودان، يمكننا أن نتعلم الكثير من الاكتشاف الأخير. و هكذا ، فإن نقشا اكتشف في عام 1998 من قبل بعثة متحف برلين فى النقعة قدم لنا مؤخرا أول مخطوطة جدارية باللغة المروية عن هذا الملك. بما أن المخطوطات الجدارية تطورت بشكل أسرع و أوضح من المخطوطات الهيروغليفية، و بأشكال أكثر رسوخا، فقد أتاح هذا النص لكلود ريي أن يفترض فترة عهد كور أماناخاريغيريم : كان هذا الامبراطور يحكم في الفترة بين 80 - 90 بعد الميلاد. و منذ ذلك الحين، اكتشف زملاؤنا في متحف برلين أيضا معبدا بني و زين بواسطة هذا الامبراطور. لذلك لدينا الآن معبدين باسم أماناخاريغيريم و افتراضات جديدة لموقعه في التسلسل الزمني للحكام المرويين.
تماثيل الحصا البرونزية
في عام 2005 ، اكتشف علماء الآثار من القسم الفرنسي بمصلحة الآثار السودانية و الهيئة القومية للآثار و المتاحف خلال أعمال التنقيب في معبد الحضا ثلاثة تماثيل برونزية وجدت ثلاثتها في أنقاض المعبد. و كان من بينها تمثال لامرأة أثار الاهتمام. بفضل عضو في البعثة و بالتشاور مع قسم الترميم بمتحف الخرطوم، تم وضع برنامج رعاية لتحليل و ترميم هذه التماثيل الثلاثة في مختبرات البحث و التطوير( Valectra) التابعة لمجموعة كهرباء فرنسا.
و قد وصلت القطع البرونزية الثلاث إلى المختبر في يناير 2007. و كانت الخطوة الأولى هي وقف تآكل المعادن الذي كان لا يزال نشطا بواسطة التحليل الكهربائي. و قد أكدت التحاليل التي أجريت فيما بعد أنها فعلا من البرونز. أي خليط من النحاس و القصدير. بعد ذلك ، تم العثور على السطح الأصلي بواسطة حفر ميكانيكي بواسطة مجهر ثنائي لمواد التآكل التي كانت تغطي الشكل و التفاصيل المطلوبة من قبل الحرفيين.
ثبت أن التمثال النصفي للمرأة كان تمثالا نصفيا لملكة مروية، ربما كانت الكنداكة التي تتحدث عنها النصوص. كانت قصيرة الشعر و تحمل شريطا يمسك كوبرا تتجه نحو جبهتها. و كانت أذناها مثقوبتين لتعليق أقراط حقيقية. كل شيء يشير إلى أن هذا التمثال النصفي هو جزء من صولجان أو قضيب احتفالي و يظهر بالفعل بمثابة عمل أصلي لفناني البرونز في الامبراطورية المروية. بعد مضي عشرة أشهر في فرنسا، عادت القطع البرونزية الثلاثة بعد ترميمها الى السودان حيث يمكن الآن عرضها في غرف متحف السودان القومي في الخرطوم، بعد تجديده.
مراجع
P. Lenoble, V. Rondot, “À la redécouverte d’el-Hassa. Temple à Amon, palais royal et ville de l’empire méroïtique”, CRIPEL 23, 2003, p. 101-115.
V. Rondot, P. Lenoble, “El-Hassa, au cœur de l’empire méroïtique”, Archéologies. 20 ans de recherches françaises dans le monde, Maisonneuve et Larose - ADPF, 2005, p. 399-401.